أعلن ياسر أبو شباب، قائد ما يُعرف بـ"القوات الشعبية" التي تسلحها وتمولها داخل قطاع غزة، أن مجموعته تستعد لخوض "حرب أهلية" ضد حركة حماس، مشددًا على أن لا مفر من المواجهة، حتى لو تطلب الأمر "سفك دماء"، وفق تعبيره.
وأكد أبو شباب في حوار مطول مع إذاعة "كان" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، أن عناصر مجموعته هم شباب فلسطينيون من غزة لا يتبعون أي فكر سياسي أو تنظيمي.
حرب أهلية
وأوضح أبو شباب في تصريحاته "ذقنا مرارة الظلم الذي مارسته حماس ضدنا، ولذلك قررنا أن نواجه هذا العدوان؛ نحن سندٌ لشعبنا، وندعم أي قوة شرعية تتبنى هدف رفع الظلم ومكافحة الفساد".
وأضاف "لدينا عناصر مدرّبة وجيش فعلي، ونُجري تدريبات ميدانية استعدادًا لمراحل قادمة. نعم، ستكون هناك تضحيات وسفك دماء، وسندفع الثمن من أجل تحرير شعبنا".
وأكد أبو شباب أنه لا يعارض الدخول في مواجهة مباشرة مع حماس، حتى وإن أدى ذلك إلى حرب أهلية، مشددًا على أن الأمر "لا بدّ منه مهما كانت التكلفة".
وعند سؤاله عن مصادر التمويل والدعم اللوجستي، أوضح أبو شباب أن مجموعته تتلقى دعما من "عدة جهات"، لكنه امتنع عن ذكر أسماء أو تفاصيل، مكتفيًا بالقول إنهم يعملون حاليًا في جنوب قطاع غزة، خاصة في رفح ، وهي منطقة تقع، بحسب وصفه، تحت "سيطرة كاملة للجيش الإسرائيلي".
وأضاف: "نتحرك بسهولة كبيرة في رفح، وهناك مناطق أخرى في جنوب غزة نتحرك فيها بحذر، مثل خان يونس ومستشفى ناصر اللذين كانا خاضعين لسيطرة حماس في السابق، وقد نفذنا فيهما عمليات تجاوزت التوقعات، رغم أننا لا نملك سيطرة كاملة على تلك المناطق".
تنسيق علني
وفي تصريح لافت، اعترف أبو شباب بتنسيق مجموعته مع الجيش الإسرائيلي في تحركاتهم، قائلاً: "نحن ننسق عملياتنا ميدانيًا. وبعد نهاية حكم حماس، ستكون القوات الشعبية هي السلطة القادمة التي تدير غزة".
كما كشف عن وجود تنسيق إداري، وليس عسكريًا، مع السلطة الفلسطينية، لكنه شدد على أن السلطة "لا تقدم أي دعم مالي أو تسليحي"، وإنما هناك تفاهمات إدارية بعيدة عن الأضواء.
اليوم التالي
أما عن رؤيته لمستقبل القطاع، فأوضح أبو شباب أن "الفترة القادمة يجب أن تكون عقلانية، بعيدًا عن السلاح والدم. نفكر في كيفية نمو المجتمع الفلسطيني وتحرره من الظلمات إلى النور".
وأشار إلى أن هناك اتصالات ستُجرى مع عدة دول في المنطقة لدعم هذه المرحلة الجديدة، مؤكدًا أن الناس "سيلاحظون الفارق بين غزة في عهد حماس وغزة ما بعد الخلاص منها"، على حد وصفه.
وفي المقابل، أصدرت غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية بيانًا شديد اللهجة، وصفت فيه أبو شباب ومجموعته بأنهم "خارجون عن القانون وخارجون عن الهوية الوطنية الفلسطينية"، مشيرة إلى أن دماءهم مهدورة، وأضافت: "لن نرحم أحدًا منهم، ولا من يسير على خطاهم، فبمجرد تعاونهم مع الاحتلال، مكانهم مزبلة التاريخ".
وحمّل أبو شباب حركة حماس مسؤولية ما وصفه بـ"المتاعب والمعاناة" التي يعيشها الشعب الفلسطيني، مطالبًا الحركة بمحاكمة من خطط ونفذ هجوم 7 أكتوبر، وقال: "هؤلاء قتلوا الأبرياء واضطهدوا المدنيين، وعليهم أن يحاكموا أنفسهم لا غيرهم، بدلاً من إصدار أوامر اعتقال ضدنا والمطالبة بتسليم أنفسنا".
وزعم أبو شباب أن تهديدات حماس ومحاكماتها "لا تُحرك ساكنًا"، واصفًا الحركة بأنها "بالون منتفخ" يقاتل من أجل البقاء، متوقعًا أن تنتهي بصفقة سياسية تُمثل "الخلاص النهائي" منها، بحسب تعبيره، مضيفًا: "سأطاردهم حتى النهاية".