عقبات في طريق إسرائيل لاحتلال غزة

أخطرها "شبح القسام"..

عقبات في طريق إسرائيل لاحتلال غزة

2025/08/10 الساعة 12:18 م
عقبات في طريق إسرائيل لاحتلال غزة

سلطت "القناة 12" العبرية الضوء، على العقبات والتحديات التي قد يواجهها الجيش الإسرائيلي في طريقه نحو احتلال مدينة غزة، وهي الخطوة التي صدر بها قرار رسمي، وتنتظر التنفيذ الفعلي.

وذكرت القناة العبرية في تقريرها، أن مدينة غزة تعدّ العاصمة غير الرسمية لقطاع غزة ومركز سيطرة حركة "حماس" حيث تحوي نحو 10,000 مقاتل بالإضافة إلى عشرات الآلاف من النشطاء السياسيين والمدنيين.

وأضافت أنه رغم صغر مساحة مدينة غزة، البالغة 45 كيلومترًا مربعًا فقط، إلا أن كل ما يحدث في القطاع يمر عبرها، وهي تعتبر نقطة تجمع للرموز الفلسطينية، والأكثر اكتظاظاً بالسكان.

وبحسب التقرير، ترى إسرائيل غزة المعقل الرئيس ورمز الحكم بالنسبة لحركة "حماس"، حتى بعد تدمير معظمها، حيث يتم فيها اتخاذ القرارات العسكرية والسياسية الخاصة بالحرب أو بخصوص الملفات الأخرى.

بعد أن صادق مجلس الوزراء على قرار احتلال مدينة غزة، أصبحت المدينة محط الأنظار، وقد تشعل موجة من التحديات العسكرية والإنسانية.

الأهمية الاستراتيجية

وتقول القناة إنه على الرغم من الدمار الذي لحق بالمؤسسات والبنية التحتية، لا يزال كبار قادة حركة حماس ينشطون في مدينة غزة، وعلى رأسهم عزالدين الحداد قائد لواء غزة وقائد الجناح العسكري للحركة في القطاع.

وتضيف القناة أن القائد الثاني البارز هو رائد سعد رئيس دائرة العمليات في حركة "حماس"، وهو أحد أبرز القيادات الكبيرة التي لا تزال على قيد الحياة في قطاع غزة رغم عدة محاولات سابقة لاغتياله.

وبحسب القناة، يشكل الحداد الملقب بـ "شبح القسام" وسعد آخر القيادات العليا لحركة حماس في قطاع غزة، التي لم يتم القضاء عليها بعد، حيث يواصلان إجراء بعض الأنشطة العسكرية من داخل مدينة غزة.

التقرير العبري اعتبر أن غزة كانت المركز السياسي والمؤسسي للقطاع، وكانت أيضاً بمثابة مركز صنع القرار في حركة "حماس"، بدءاً من القيادة السياسية وحتى قيادة الجناح العسكري.

وكانت المدينة تضم إدارة الدوائر الحكومية المدنية، وأجهزة الأمن الداخلي، وأنظمة الإعلام، والمؤسسات الدينية والتعليمية، ومن خلالها تتم السيطرة على الاقتصاد وتقديم الخدمات والنظام المدني في القطاع بأكمله.

وتبلغ مساحة مدينة غزة 45 كيلومترًا مربعًا فقط، ويسكنها أكثر من 800 ألف غزاوي - وهي كثافة غير مسبوقة، وأبرز الأحياء فيها هي الرمال، الشاطئ، الشيخ رضوان، درج التفاح، الصبرة، الزيتون، وتل الهوى.

وأشار التقرير العبري إلى أن أهم ما يميز مدينة غزة هي البنية الحضرية الكثيفة والأزقة والمباني الضيقة المتلاصقة وهو ما يشكل تحديًا حربيًا معقدًا في وجه الجيش الإسرائيلي.

هيكل القيادة

تشير التقديرات إلى وجود نحو 10 آلاف ناشط عسكري في المدينة، إلى جانب عشرات الآلاف من الناشطين في الساحة المدنية والسياسية.

وتحت الأرض هناك شبكة واسعة من الأنفاق تضم المقرات الرئيسة، ومستودعات الأسلحة، والمخابئ، التي يتحصن بها المقاتلون وممرات القتال.

وما يعزز الصعوبات التي قد تعيق تقدم الجيش في غزة دمج البنية التحتية العسكرية داخل المناطق المدنية الحساسة، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، بحسب القناة العبرية.

وحذرت القناة العبرية من عقبات تحديات سيواجهها الجيش مثل القتال في منطقة حضرية محصنة وكثيفة، مع نقاط إطلاق نار خفية وأفخاخ.

أما من بين التحديات ذات الأولوية لإسرائيل، يبرز القضاء على كبار الشخصيات المتبقية في المدينة، وهو هدف رئيس لجيش الدفاع الإسرائيلي.

وبشأن إخلاء المدينة، تبرز أزمة الاكتظاظ الشديد وتضرر البنية التحتية للنقل وهو ما يجعل من الصعب نقل أعداد كبيرة من الناس بسرعة وأمان علاوة على الأبعاد السياسية والانطباعات الدولية باعتبار ذلك تهجيراً قسرياً.

وتبرز الاحتياجات الإنسانية كعقبة رئيسة حيث كانت أنظمة الصحة والمياه والكهرباء في المدينة على وشك الانهيار جزئيًا حتى قبل احتلال مدينة غزة، ومن شأن المزيد من تدمير البنية التحتية أن يُحرم مئات الآلاف من الخدمات الأساسية.

ورأت القناة أنه في ظل خطة لاحتلال مدينة مثل غزة، تُمثل الحاجة إلى تقديم استجابة إنسانية أثناء القتال تحديًا بالغ التعقيد، على حد تعبيرها.

ردود الفعل

تعتبر غزة رمزًا للنضال الفلسطيني في نظر الفلسطينيين، حتى بعد تدميرها، واحتلال المدينة أو إلحاق أضرار جسيمة بها قد يُثير ردود فعل في الضفة الغربية والقدس الشرقية ودول المنطقة.

واعتبرت القناة العبرية أن احتلال مدينة غزة قد يُلحق الضرر بعلاقات إسرائيل مع دول المنطقة، حيث من المرجح أن تظل هذه الخطوة محط اهتمام المجتمع الدولي.

ويظل "اليوم التالي" أحد أكبر علامات الاستفهام المطروحة، فقد أصبح احتلال غزة هدفًا دون خطة منظمة لما بعد الحرب.

ولا توجد جهة محددة تتولى مسؤولية إدارة غزة بعد انتهاء القتال، ولم يُحدد هيكل حكم مستقبلي - محليًا أو دوليًا أو إسرائيليًا.

وعلاوة على ما سبق، لا توجد خطة لإعادة إعمار البنية التحتية والاقتصاد، ولم يُحدد بعد من سيمول إعادة الإعمار وكيف سيتم ذلك.