إسرائيل تجري محادثات لتهجير فلسطينيي غزة إلى جنوب السودان

إسرائيل تجري محادثات لتهجير فلسطينيي غزة إلى جنوب السودان

2025/08/13 الساعة 11:53 ص
إسرائيل تجري محادثات لتهجير فلسطينيي غزة إلى جنوب السودان

كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن ملف استيعاب النازحين من غزة كان على طاولة المناقشات خلال زيارة وزير خارجية جنوب السودان ، موندي سامايا كومبا، إلى تل أبيب الأسبوع الماضي. 

وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارة لم تحظَ بتغطية إعلامية واسعة بسبب حساسية وخطورة محتواها.

وتم الكشف عن هذه المعلومات الجديدة رغم انتهاء الزيارة الأولى من نوعها، منذ أيام، على خلفية تسريب وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس"، حول تنسيق البلدين لاستيعاب عدد من الغزيين في جنوب السودان.

وأكد نتنياهو من ناحيته، مساء الثلاثاء في حوار مع قناة "أي نيوز 24" العبرية، أن إسرائيل ستسمح لسكان قطاع غزة الذين يريدون الفرار من الحرب المستمرة بالمغادرة إلى الخارج، وفق تعبيره.

وأضاف نتنياهو "أعتقد أن الشيء الصائب، حتى وفقًا لقوانين الحرب كما أعرفها، هو السماح للسكان بالمغادرة، ثم تدخل بكل قوتك ضد العدو الذي يبقى هناك"، مشيراً بهذا الصدد إلى مغادرة لاجئين خلال الحروب في سوريا وأوكرانيا وأفغانستان.

ودعا نتنياهو جميع من يبدون قلقهم على الفلسطينيين ويريدون مساعدتهم أن يفتحوا أبوابهم لهم.

وأفادت "معاريف" بأنه رغم المعارضة الدولية، وافق جنوب السودان على العرض الإسرائيلي لنقل سكان من غزة إليها، لكن لم يتم الكشف عن المقابل، ما إذا كان ماليًّا واقتصاديًّا كبعض الدول، أو إستراتيجيًّا عسكريًّا وأمنيًّا، كدول أخرى.

ولم يرد المسؤولون في إسرائيل وجنوب السودان رسميًّا على التقرير، كما رفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على هذه المحادثات الدبلوماسية.

وأشار مراقبون إسرائيليون إلى الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتردية في أغلب الدول التى تحاول إسرائيل وأمريكا إقناعها لاستيعاب المهجرين الغزيين لديها، حيث تعاني من حروب أهلية وأزمات جوع، وأثارت هذه الأوضاع تساؤلات حول قدرة هذه الدول على ضمان الأمن والظروف المعيشية لمن سيتم نقلهم إلى أراضيها. 

وصرح مسؤول إسرائيلي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" قائلًا: "إنهم يحاولون تشجيع ما يسمونه الهجرة الطوعية عبر مختلف القنوات. وهناك جدية نسبية في هذا الشأن خلال الفترة الأخيرة، كما نجري محادثات مع دول ستتحدث مع دول ثالثة".

ووفق الصحيفة، كان وزير الخارجية والتعاون الدولي لجنوب السودان، السفير موندي سامايا كومبا، وصل إلى إسرائيل، كجزء من عملية واسعة النطاق لتعميق العلاقات مع إسرائيل والدول الأفريقية

وخلال الزيارة، التقى الوزير مونداي بنظيره الإسرائيلي، جدعون ساعر، كما التقى الرئيس إسحاق هرتسوغ ووزير الطاقة والبنية التحتية إيلي كوهين، بخلاف قيادات الاستيطان في الضفة، تزامنًا مع محاولات إسرائيل فرض السيادة.

ومن ناحيته، كشف موقع "واللا" العبري، أن الإجراءات الإسرائيلية لتسريع خطط التهجير، شملت توسعة وزارة الدفاع لنطاق عمل المعابر لتمكين الفلسطينيين من الهجرة إلى دول العالم، وعلقت الوزارة بإفادتها، "هذا العمل جزء من الجهود التي تُمكّن من تحقيق أهداف الحرب". 

وكانت وكالة "أسوشيتد برس" أفادت، نقلاً عن 6 مصادر مطلعة، بأن إسرائيل تجري محادثات مع جنوب السودان بشأن إمكانية إعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة في الدولة الأفريقية.

ووفقًا للمصادر، لم يتضح بعد مدى تقدم هذه المحادثات، ولكن في حال تنفيذها، سيعني ذلك نقل سكان إلى منطقة تعاني الجوع وعدم الاستقرار والفساد وبها حرب أهلية، ومواطنوها يعانون من الأساس، حسب إشارة "معاريف". 

وبحسب "معاريف"، قوبلت هذه الخطوة بمعارضة شديدة من الفلسطينيين والمجتمع الدولي، الذين يعتبرونها طردًا قسريًّا. كما عارضتها مصر، خشية أن يؤدي فتح الباب أمامها إلى تدفق اللاجئين إلى أراضيها. 

وصرح مسؤولان مصريان لوكالة "أسوشيتد برس" بأنهما يعملان على منع جنوب السودان من قبول الفلسطينيين.

وبحسب "معاريف"، يواجه جنوب السودان تحدياتٍ صعبة: فمنذ استقلاله عام 2011، أودت حربٌ أهلية بحياة نحو 400 ألف شخص، وأدت إلى مجاعةٍ واسعة النطاق. ورغم توقيع اتفاق سلام عام 2018، فإنه لا يزال هشًّا، ولم يتوقف العنف الداخلي. وتعتمد البلاد على المساعدات الخارجية لإطعام سكانها البالغ عددهم نحو 11 مليون نسمة، وهي مهمةٌ ازدادت صعوبةً مع خفض إدارة ترامب للمساعدات.

وكانت إسرائيل والولايات المتحدة أجرَتا محادثات مماثلة العام الماضي مع السودان والصومال وإثيوبيا وليبيا وإندونسيا، وحتى أرض الصومال، حيث طُرحت أيضًا فكرة نقل سكان غزة. 

وأكد نتنياهو للوزير إيتمار بن غفير الذي طالب بتسريع خطط التهجير من غزة، أن البرنامج سيتسارع خلال أسابيع إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.