الطاقة البديلة ترهق كاهل الغزي للحصول على الكهرباء

الطاقة البديلة ترهق كاهل الغزي للحصول على الكهرباء

2021/08/05 الساعة 10:45 ص
Y1D8ilLa1Pm9N6NNiEkpxBZ-te_EQwUl

خاص/ اليوم الإخباري

يعيش سكان قطاع غزة أياماً صعبة بسبب استمرارية وجود مشكلة الكهرباء عالقة دون أي حل منذ سنوات طويلة، حيث تنعكس تلك المشكلة على المواطنين الذين باتوا لا يملكوا الصبر والتحمل خصوصاً في الجو الحار كما هذه الأيام لكن الأمر متعلق أكثر بالتأثير على الخدمات الأساسية الناجم عن تفاقم أزمة الكهرباء في غزة.

يستخدم سكان قطاع غزة وسائل الطاقة البديلة المكلفة من أجل الحفاظ على حياة مرضاهم أو من أجل الحفاظ على الأطعمة بداخل الثلاجة أو للتخفيف من حر الصيف الشديد أو للخروج من عتمة الليل، حيث يستخدم عامة الناس البطاريات الكهربائية التي باتت غير كافية لإتمام شحن البطارية لتوفير الطاقة البديلة ولو لسويعات.

أظهرت دراسة جديدة أجرتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن حوالي 80٪ من سكان غزة يقضون معظم حياتهم في الظلام الدامس، إذ لا يتوفر التيار الكهربائي إلا لمدة 10 أو 12 ساعة يومياً في أحسن الحالات. ويصبح هذا الإشكال أشد تهديداً على صحة السكان ورفاهيتهم خاصة في ظل تواصل ارتفاع درجات الحرارة. وقد أكّدت الأغلبية الساحقة من المشاركين في الدراسة أنهم لا يستطيعون حتى حفظ الغذاء في الثلاجة، كما يتسبب الوضع في تعطل أنظمة الصرف الصحي.

لا شك أن في فصل الصيف يكون الناس بحاجة ماسة أكثر للكهرباء وذلك بسبب الجو شديد الحرارة لحفظ الأطعمة داخل الثلاجة، اليوم بات الامر معقد حيث لا يمكن للطاقة البديلة توفير تشغيل الأجهزة الكبيرة حفاظا على أحمالها وان استطاعت توفير ذلك فان تكلفة الكهرباء تكون باهضة للغاية لا تناسب عامة الشعب في ظل الوضع الاقتصادي الصعب.

معاناة قطاع غزة من مشكلة الكهرباء تسببت في كثير من المشاكل وراح ضحية استخدام الشموع والطاقة البدلية كثير من الناس، حيث يخلّف النقص المزمن والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في غزة خسائر نفسية  فادحة يتكبّدها سكان غزة، إذ أن 94٪ من الذين شملتهم دراسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، صحتهم النفسية قد تضررت بفعل هذا الوضع. وأن التصعيد الأخير في الأعمال العدائية خلال أيار/ مايو أدى إلى تدمير البنية التحتية كما تسبب في نقص كبير في الإمدادات عبر شبكات الكهرباء الرئيسية وبالتالي حصول السكان على الكهرباء فقط لمدة 4 أو 5 ساعات يومياً.

تلك عدد الساعات التي لم تغيب عنا فترة طويلة بسبب عدم انتظام جدول توزيع الكهرباء على مستوى القطاع والازمات المستمرة في نقص الوقود اللازم لاستمرارية تشغيل المحطة، فالجدول الأساسي منذ سنوات يتمثل في 8 ساعات وصل و8 ساعات تليها قطع، علما أن ساعات الوصل يتم اقتطاع منها جزء خلال فترة وصولها لنا،  كما أن هناك 500,000 شخص على الأقل في غزة لا يستطيعون تحمل تكاليف إمدادات إضافية من الكهرباء من خلال المولدات ويضطرون إلى قضاء معظم يومهم دون كهرباء .

من أبرز المخاطر الناجمة عن نقص الكهرباء أن مياه الصرف الصحي تُضخ في البحر دون معالجة مما يؤدي إلى تلويث أجزاء كبيرة من شاطئ غزة والذي لا يؤدي هذا إلى تلويث البحر فحسب بل يساهم في الانتشار السريع للبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، والتي تعرض صحة الناس في غزة وخارجها للخطر.

دولة قطر الشقيقة تعمل بالتعاون السلطة الفلسطينية والحكومة في غزة على انجاز حل جذري لمشكلة الكهرباء من خلال تقديم مشروع جديد نأمل أن يتم اتمامه بنجاح دون عوائق من الاحتلال الغاشم الذي قد يقف حجر عثرة في وجه هذا المشروع الذي يحل مشكلة تعتبر أساسية في حصار قطاع غزة رغم أنه يحتاج لسنوات لإنجازه.