كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الأربعاء، تفاصيل خطط إسرائيلية جديدة للتعامل مع قطاع غزة، تشمل السيطرة على مدينة غزة بشكل مبدئي، وسط معارضة من المستوى العسكري لخطة احتلال كامل القطاع، وتحذيرات من تكرار "سيناريو فيتنام".
وحول مخاطر خطة احتلال قطاع غزة لأجل طويل، قال رئيس الأركان الإسرائيلي، في مناقشات مغلقة: إن "احتلال قطاع غزة سيضع إسرائيل في مأزق"، بحسب القناة الإسرائيلية.
ونقلت القناة الـ"12" الإسرائيلية عن مصدر أمني آخر قوله إن إسرائيل "قد تدخل نموذج فيتنام بكامل إرادتها"، في إشارة إلى الانزلاق نحو حرب مطولة ومكلفة، دون هدف نهائي واضح.
وأوضحت أن "خطة نتنياهو ، التي من المقرر مناقشتها في اجتماع مجلس الوزراء، الخميس، ستبدأ باحتلال مدينة غزة، وليس القطاع بأكمله دفعةً واحدة".
نقل السكان
وأضافت القناة: "سيتلقى سكان المدينة، الذين يُقدّر عددهم بين 900 ألف ومليون نسمة، أي ما يقارب نصف سكان القطاع، إشعار إخلاء مُسبقًا، ومن المتوقع أن يُوفّر الأمريكيون الدعم الإنساني اللازم لنقل السكان إلى مناطق في وسط القطاع".
وأشارت إلى أن الخطة ستتضمن أسابيع للتنظيم اللوجستي على الأرض، بما في ذلك إنشاء بنية تحتية مدنية مؤقتة لاستيعاب النازحين من غزة، وخلال هذا الوقت لن تشن إسرائيل عملية برية.
وأضافت: "بعد إتمام الجانب الإنساني، ووفقًا للخطة، سيبدأ دخول قوات الحيش الإسرائيلي إلى مدينة غزة بشكل منظم".
ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الأمني السياسي (الكابينيت)، الخميس، لمناقشة خطة احتلال قطاع غزة بالكامل أو أجزاء منه، وهي الخطوة التي اعتبرتها القناة الإسرائيلية "أهم نقطة تحول منذ بدء الحرب".
ووفق القناة الإسرائيلية، من المتوقع أن يُلقي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خطابًا حول هذا الأمر، يتمحور حول إعلان توسيع نطاق المساعدات الإنسانية، بما يشمل تخصيص حوالي مليار دولار، بعضها أمريكي، وبعضها الآخر مُموّل من دول أخرى، لإنشاء مراكز توزيع جديدة في وسط قطاع غزة، بهدف فصل المساعدات الإنسانية عن آليات حماس، وضمان توزيعها مباشرةً على المدنيين.
سيطرة دائمة
وقالت القناة الإسرائيلية: "بالتوازي مع التحرك العسكري، ستُطرح فكرة ضم الشريط الأمني، الذي سيطرت عليه إسرائيل منذ بداية الحرب، والمتاخم للسياج الحدودي، ودراسة إمكانية جعل السيطرة عليه دائمة".
وبحسب القناة، "من المتوقع أن تستمر العملية برمتها أسابيع، وسط أسئلة حول ماذا سيحدث للرهائن، خاصة الذين ما زالوا محتجزين في مدينة غزة"، مشيرة إلى أن القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية تأمل أن يُحطّم سقوط مدينة غزة معنويات حماس، ويفتح الباب أمام اتفاقيات جديدة بشأن صفقة الرهائن.
بديل خطة نتنياهو
وفي سياق ذي صلة، أشارت القناة ذاتها إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي طرح 5 عناصر رئيسية، يرى أنها أكثر ملاءمة من خطة نتنياهو لاجتياح قطاع غزة بالكامل.
وتشمل العناصر الخمسة، فرض حصار كامل وتطويق مدينة غزة والمخيمات المركزية لقطع المنطقة وعزل مناطق القتال، وكذلك تتضمن استخدام قوة نيران كبيرة لتقويض قدرات حماس، وإعداد المنطقة لدخول المشاة.
وتتضمن خطة رئيس الأركان الإسرائيلي عمليات دخول مستهدفة، مع تقليل المخاطر على حياة الرهائن، وتقليل الضرر الذي يلحق بقوات الجيش الإسرائيلي، وكذلك تجنب استنزاف القوة الحالية للجيش الإسرائيلي في صفوف المقاتلين، والتحديات اللوجستية.
كما تتضمن الخطة الحذر الشديد من التورط في عمليات عميقة في قلب مدينة غزة، التي توجد فيها كمائن مفخخة بالعبوات الناسفة ، مع منع أي ضرر محتمل على الرهائن.