تتجه الأنظار إلى اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي، مساء الخميس، لإقرار خطة الاحتلال الكامل لقطاع غزة، ما ينذر بمرحلة جديدة من الحرب المستمرة منذ 23 شهرًا، قد تمتد لعامين إضافيين، فيما صعد الجيش الإسرائيلي تحذيراته من الخطة، معربا عن مخاوفه من نجاح غير مستبعد للفصائل الفلسطينية لاختطاف عدد من الجنود والهجوم على مستوطني الغلاف.
ووفق ما ذكرت صحيفة يسرائيل هايوم العبرية، فإن عمليات الاختطاف، غير مستبعدة في ظل القتال بين مرتكزات بشرية كبيرة، وسط غزة، والتي تستهدفها العملية المرتقبة.
وأكد ضابط كبير إسرائيلي يقاتل في القطاع منذ فترة، وقادة ميدانيون في تصريحات للصحيفة، على خطورة سيناريو اختطاف حماس لجنود أو القيام بهجمات على مستوطني الغلاف، سواءً كانت حقيقية أو مستبعدة.
وكشف الإعلام العبري عن استسلام رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال إيال زامير لإصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وفريقه على الاحتلال الكامل، لكنه سيحاول للأمتار الأخير إقناع الحكومة بالعدول عن الحرب الكبيرة وقبول حربه الصغيرة، رغم استحالة حدوث تغيير، خاصة أن نتنياهو يروج في الكواليس لحصوله على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة، ووعود بتوفير الحماية السياسية للعملية.
وأشار الإعلام العبري أيضًا إلى أن التكلفة المتوقعة لهذه الحرب التي من المتوقع أن تمتد من ستة أشهر وحتى عامين وفق تعقيداتها إلى نحو 5.4 مليار دولار، موضحًا أن الجيش بدأ التخطيط بالفعل لاحتلال كامل القطاع، قبل إقرار الخطة من الأساس، رغم اختلاف توصيته المهنية معها.
وتفيد التقارير بأن خطة احتلال قطاع غزة التي يدعمها نتنياهو، ينفذها زامير بخمس فرق من التسع الموجودة حاليا في غزة بعد تخفيض ملحوظ في القوات خلال الأيام الأخيرة.
قلق دولي من الهجرة الطوعية
وبحسب التقارير، فإن الخطة تتضمن إجلاء حوالي مليون مدني من مدينة غزة جنوبا، وسط قلق دولي من عمليات التهجير أو ما يسمونه الهجرة الطوعية، مع أكبر نزوح متوقع لأكثر من مليوني غزي.
ومن المرجح أن يُقرّ مجلس الوزراء احتلال كامل القطاع. وفي نقاش عُقد أمس الأربعاء، قال زامير إن "هذا الإجراء خطأ وسيُلحق الضرر بالرهائن"، لكنه سينفذه مع تمريره، ولن يستقيل كما يتردد، رغم رغبة بعض فريق نتنياهو في التخلص منه.
نتنياهو يهاجم خطة زامير
وبحسب الإعلام العبري، فقد هاجم نتنياهو في مناقشاته المغلقة عملية عربات جدعون، بقوله إنه لم يُفرج عن أي رهينة بهذه الطريقة حتى الآن، ولم يُقضَ على أي عنصر من حركة حماس. ولذلك، يُفضّل البديل الآخر الذي طرحه الجيش أيضًا، وهو "الاحتلال الكامل".
وأشارت التقارير العبرية، إلى أن من المحتمل أيضًا ألا يُتخذ القرار النهائي في اجتماع الليلة، وأن يُعقد اجتماع لاحق، رغم استبعاد هذا الاحتمال.
المعارضة الإسرائيلية
وذكرت "يديعوت أحرونوت" في هذا السياق أن زعيم المعارضة يائير لابيد، الذي أطلعه نتنياهو أمس على القرار، أعرب عن معارضته الشديدة لاحتلال كامل غزة، حيث أكد أنه قال لنتنياهو: "احتلال غزة فكرة سيئة للغاية، لا تُقدم على مثل هذه الخطوة إلا إذا أيدتك غالبية الشعب، لكن الإسرائيليين غير مهتمين بهذه الحرب، بل يعارضونها، وسندفع ثمنًا باهظًا جدًا".
وفي المقابل، قال وزير المالية والدفاع بتسلئيل سموتريتش: "ما يهمني هو هزيمة حماس وتدميرها بالكامل. العالم كله يراقبنا: أوروبا تضغط علينا للتوقف، وكذلك اليسار في إسرائيل. لكنني أبذل قصارى جهدي لضمان استمرارنا حتى تحقيق نصر كامل"، كاشفا عن أن الحرب تكلف 300 مليار شيكل حتى الآن.